الثلاثاء، 19 يونيو 2012

قصف واشتباكات متنقلة.. وأكثر من ألف عائلة محاصرة في حمص

عناصر من الجيش السوري الحر يجهزون أسلحتهم بأحد المنازل في إدلب أول من أمس (أ.ف.ب)
بيروت: كارولين عاكوم لندن: «الشرق الأوسط»
وصلت الحصيلة الأولية لقتلى «ثلاثاء الوفاء للأطفال المعتقلين»، بحسب لجان التنسيق المحلية في سوريا إلى 31 قتيلا، عشرة منهم في حمص وتسعة في ريف دمشق وفي دوما وزملكا، وأربعة في حماه وثلاثة في دير الزور واثنان في اللاذقية وقتيل في كل من حلب ودمشق ودرعا. وفي حين حملت السلطات السورية من وصفتهم بالمجموعات المسلحة مسؤولية إعاقة إجلاء الجرحى والمدنيين من «مناطق العنف» بحمص، طالب المرصد السوري الإنسان الأمم المتحدة العمل على إخراج المدنيين المحاصرين في حمص.
وأفاد المرصد السوري، في بيان، عن «استمرار القصف المروع على أحياء الخالدية وجورة الشياح وأحياء من حمص القديمة والقرابيص في مدينة حمص»، وهو قصف مستمر منذ أسابيع. وتوجه المرصد إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ورئيس مجلس الأمن وكل منظمات حقوق الإنسان لكي «تتحمل المسؤولية التي تمليها عليهم مواقعهم ومناصبهم ودساتير منظماتهم وضمائرهم تجاه حالة استمرار القصف»، ودعا المرصد المنظمات إلى «اتخاذ الإجراءات كل التي توقف عمليات القتل الممنهج التي يتعرض لها الشعب السوري في حمص».
وذكر البيان بوجود «أكثر من ألف عائلة ممن منعهم استمرار القصف والعمليات العسكرية من مغادرة بيوتهم وأحيائهم ويعيشون الآن في ظروف إنسانية مزرية»، بينما قالت وزارة الخارجية السورية في بيان لها إن اتصالات تمت بين قيادة المراقبين الدوليين والسلطات السورية المحلية بحمص من أجل تسهيل خروج المدنيين، «لكن مساعي بعثة المراقبين لم تنجح بتحقيق هذا الهدف بسبب عرقلة المجموعات الإرهابية المسلحة لهذه الجهود»، واتهمت الثوار باستخدام «المدنيين كدروع بشرية».
وفي الإطار نفسه نقلت مصادر محلية في مدينة حمص لوكالة «فيدس» الفاتيكانية عن اللجنة التي «تتفاوض مع الجيش السوري والثوار من أجل ضمان حرية وسلامة المدنيين في سوريا»، أن «العائلات المحاصرة في حمص ليس لديها طعام، ولم تصل إليها أي إمدادات منذ أيام عدة، وخطر الموت جوعا يهدد الجميع». وأشارت إلى عدم «وجود أدوية ومعاناة مسنين وأطفال من حالة صحية حرجة تستلزم تدخلا إنسانيا عاجلا».
في أثناء ذلك، كثفت قوات جيش النظام قصفها لأحياء القصور وجورة الشياح والحميدية وحمص القديمة، حمص كما عاودت القوات النظامية اقتحام حي الغوطة بالرشاشات الثقيلة المضادة للطيران، وتم فتح النار على حي جورة الشياح من داخل حي الغوطة. بحسب ما قاله ناشطون أعربوا عن قلقهم على نحو ألف أسرة لا تزال عالقة في تلك الأحياء.
وأعلنت كتيبة ثوار بابا عمرو التابعة للجيش الحر أنها قامت ليل الاثنين - الثلاثاء بتحرير حاجز C4 الذي يقوم بتأمين الحماية لأنابيب النفط وتأمين خطوط الإمداد للحواجز الموجودة داخل بساتين بابا عمرو، وأضافت الكتيبة في بيان لها أن النظام فجر أمس استعادة السيطرة على الحاجز مدعوما بغطاء صاروخي ومدفعي كثيف، مما أدى إلى إصابة أنبوب النفط بأحد الصواريخ وانفجاره.
من جانبها قالت السلطات السورية إن «مجموعة إرهابية مسلحة» استهدف بعبوة ناسفة خط نقل المشتقات النفطية الممتد من حمص إلى دمشق والمنطقة الجنوبية في منطقة بابا عمرو، ما أدى إلى نشوب حريق في نقطة التفجير.
من جانب آخر قالت لجان التنسيق المحلية إن تعزيزات عسكرية اتجهت إلى مدينة دير الزور - شرق - من جهة طريق تدمر تضم ما يقارب الخمسين دبابة، وترافق خروج هذه التعزيزات بتحليق الطيران الحربي. وفي ريف حمص نفذت القوات النظامية حملات دهم واعتقال في بلدة شنشار، إثر حصول انشقاق في قاعدة مدفعية عسكرية، ونشوب اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والقوات النظامية.
وفي حماه شنت قوات الأمن والشبيحة حملة مداهمات وتفتيش لعدة منازل في حي التعاونية، كما سمع إطلاق نار من قوات الجيش النظامي والأمن المتمركزين في المجمع الطبي في حي المناخ، وكذلك في السكن الشبابي في حي طريق حلب.
وفي درعا شهد حي درعا البلد إطلاق نار كثيفا تبعه سقوط قذائف هاون من حاجزي حميده والجمرك. كما تعرض حي الأربعين للقصف بالقذائف بشكل عنيف ومع نشر القناصة.
وفي ريف دمشق تصاعد توتر الأوضاع في مدينة دوما مع تواصل القصف، واستمرار وقوع اشتباكات بين القوات النظامية والجيش الحر، وقالت تنسيقية دوما إن «خمسة شهداء سقطوا نهار أمس نتيجة القصف العشوائي للمدينة»، مشيرة إلى قصف قوات الجيش النظامي بالمدفعيات لحي المساكن من جهة حديقة الجلاء ومدرسة المتفوقين إلى حاجز عبد الرؤوف في محاولة لاقتحام المدينة، كما تمت محاصرة حي عبد الرؤوف بالدبابات، وإطلاق نار كثيف على المنازل والمساجد. وقال ناشطون في دوما إن كتائب الجيش الحر في دوما تصدت لمحاولات الاقتحام بشراسة، وتمكنت من تكبيد القوات النظامية خسائر تقدر بـ«تسع دبابات وعربتي (بي إم بي) وكاسحتين وأربعة باصات وما لا يقل عن 250 جنديا ما بين قتيل وجريح». وفي بلدة الجحارية القريبة من دوما قالت مصادر من السكان إنهم محاصرون هناك مع ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى.
وأكد عضو مجلس ثوار حماه، غازي الحموي، لـ«الشرق الأوسط» أن اشتباكات عنيفة وقعت في منطقة جنوب الملعب وفي حي الأربعين بين الجيش الحر والجيش النظامي التي نفذت حملة مداهمات واسعة، وسقط خلالها عدد من القتلى. وأشار الحموي إلى تنفيذ قوات الأمن حملة قنص واسعة في معظم مناطق حماه التي يسجل فيها يوميا قتلى سقطوا برصاص القنص، معتبرا إياها حملة لترويع الأهالي ومنعهم من المشاركة في المظاهرات، واستهداف الأحياء التي يوجد فيها الجيش السوري الحر ويقوم بحماية المواطنين.
وذكر المرصد أن مقاتلا من قوات المعارضة قتل في منطقة حلب في أعزاز خلال اشتباكات مع القوات النظامية السورية. وفي المقابل أصدر لواء أحرار الشمال في حلب وريفها بيانا أعلن فيه مسؤوليته عن التصدي لمحاولات كتائب الأسد لاقتحام مدينة عندان في الريف الشمالي وتكبيدها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، وذلك بعد حصار دام عشرة أيام من قبل قوات النظام، رافقه قصف مدفعي وصاروخي وتحليق مروحي. ولفت البيان إلى أن قوات لواء الأحرار تصدت لأكثر من عشر محاولات لاقتحام مدينة عندان، مُوقعة خسائر فادحة في صفوف كتائب الأسد، وتم تدمير خمس دبابات وثلاث عربات «بي إم بي» وعربة صحية مصفحة، وتم الاستيلاء على رشاش شيلكا عيار 23 مع بيك آبين، وعلى عدد من الأسلحة الخفيفة والبنادق والقناصات وأجهزة الاتصال والذخيرة. وأكد البيان مقتل أكثر من 100 عنصر من عناصر الأمن والشبيحة الذين تركوا الجيش النظامي في ساحة المعركة، محذرا قوات النظام من أي محاولة لاقتحام أي مدينة في ريف حلب.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

حصريا فديو اغنية تامر حسني ابد بنفسك

شات المدونه

قــــــــــــــريـــبـــا
 
تعريب وتطوير مدونة بنات وولاد مصر
مدونة بنات وولاد مصر ارض الحصريات © 2010 | عودة الى الاعلى
Designed by Chica Blogger
Best Blogger Gadgets